تفاؤل أردني بشأن اتفاقيات المياه الجديدة مع سوريا

Natalie Brooks

less than a minute read

Post on May 29, 2025

4.2

Share

أهمية الاتفاقيات في ضمان أمن المياه الأردني

تُعاني المملكة الأردنية الهاشمية من شحّ حادّ في الموارد المائية، مما يجعلها واحدة من أكثر دول العالم فقراً بالمياه. يُعدّ هذا النقص تحدياً وجودياً يهدد الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي. تعتمد المملكة بشكل كبير على مصادر المياه العابرة للحدود، مما يبرز أهمية التعاون الإقليمي، خاصةً مع سوريا.

• شحّ الموارد المائية في الأردن: تبلغ حصة الفرد من المياه في الأردن حوالي 100 متر مكعب سنوياً، وهو رقم أقل بكثير من الحد الأدنى المطلوب للأمن المائي. يزيد الضغط السكاني المتزايد وتغير المناخ من حدة هذه الأزمة.
• الدور المحوري لسوريا: يُمثّل نهر اليرموك، أحد أهم روافد نهر الأردن، مصدراً حيوياً للمياه للأردن. يعتمد الأردن على مياه نهر اليرموك لتلبية احتياجاته المائية، مما يجعل التعاون مع سوريا في إدارة هذا المورد أمراً بالغ الأهمية.
• فوائد التعاون في إدارة المياه المشتركة: يتمثل التعاون في:
  • تحسين كفاءة استخدام المياه: تطبيق تقنيات الري الحديثة والذكية، وتقليل الفاقد في شبكات المياه.
  • تقليل الهدر والفاقد في شبكات المياه: إصلاح وصيانة الشبكات القديمة، وتحديث البنية التحتية.
  • تطوير مشاريع ريّ مشتركة: إنشاء مشاريع ريّ مشتركة تعتمد على تقنيات حديثة موفرة للمياه.
  • تعزيز التعاون في مجال إدارة السدود والحفاظ على الموارد المائية: إدارة مشتركة للسدود الموجودة على نهر اليرموك، وتطوير سدود جديدة بشكل مُستدام.

ملامح الاتفاقيات المقترحة

تتوقع هذه الاتفاقيات الجديدة تعزيز التعاون بين البلدين في عدة مجالات رئيسية:

• مشاركة الخبرات التقنية: تبادل الخبرات في مجال إدارة المياه، وتقنيات الري الحديثة، وإدارة السدود، والتعامل مع مشكلة الجفاف.
• مشاريع مشتركة لتحديث البنية التحتية المائية: استثمار مشترك في تطوير شبكات الريّ والصرف الصحي، وبناء محطات تحلية مياه، وتحديث أنظمة إدارة المياه.
• تفعيل اتفاقيات سابقة: إعادة النظر في الاتفاقيات المائية السابقة بين البلدين، وتحديثها بما يتناسب مع الظروف الحالية، وتذليل العقبات التي حالت دون تنفيذها.
• حلول للتحديات العابرة للحدود: التعاون في مواجهة التغيرات المناخية وتأثيراتها على الموارد المائية، وإدارة الجفاف، وحماية الأحواض المائية المشتركة.

التحديات التي تواجه الاتفاقيات

على الرغم من التفاؤل، إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجه هذه الاتفاقيات:

• الوضع الأمنيّ في سوريا: يُعَدّ الوضع الأمنيّ في سوريا من أهم التحديات التي تواجه إنجاز هذه الاتفاقيات، والتي قد تؤثر على سير المفاوضات وتنفيذ المشاريع.
• الاختلافات السياسية: قد تؤثر الخلافات السياسية بين البلدين على سير المفاوضات، مما يتطلب جهوداً دبلوماسية مكثفة للتغلب على هذه الاختلافات.
• التمويل اللازم للمشاريع: يحتاج تنفيذ هذه الاتفاقيات إلى تمويل كبير من قبل الجهات المانحة الدولية والإقليمية، مما يتطلب توفير ضمانات مالية.
• الشفافية والمساءلة: يجب ضمان الشفافية والمساءلة في إدارة موارد المياه المشتركة، وذلك من خلال آليات رقابية فعالة.

خاتمة

يُمثّل التفاؤل الأردني بشأن اتفاقيات المياه الجديدة مع سوريا خطوةً إيجابيةً نحو ضمان أمن المياه في المملكة. على الرغم من التحديات القائمة، إلا أن نجاح هذه الاتفاقيات سيُسهم بشكل كبير في تعزيز التعاون الإقليميّ وتحقيق التنمية المستدامة. ندعو إلى مواصلة الجهود المبذولة لتذليل العقبات وتفعيل هذه الاتفاقيات لتحقيق أمن مائي دائم، وذلك من خلال تعزيز التعاون الأردني السوري في مجال المياه. إنّ مستقبلنا المائيّ مرتبط بمستقبل تعاوننا الإقليميّ، ونجاح هذه الاتفاقيات يُعَدّ خطوةً حاسمة نحو تحقيق أمن مائي مستدام للمنطقة. دعونا نعمل معاً على إنجاح اتفاقيات المياه الأردنية السورية من أجل مستقبل مائي أفضل.